مبادئ PRINCE2

إطار عمل إدارة المشاريع المعروف بـ PRINCE2  يقوم على مجموعة من المبادئ. هذه المبادئ هي الأساس والقواعد التي يستند إليها كل شيء آخر في إطار العمل هذا. ويستند كل شيء في PRINCE2 على هذه المبادئ إنها أساس إطار العمل. فهي الالتزامات التوجيهية والممارسات الجيدة التي تحدد ما إذا كان المشروع يدار حقاً باستخدام PRINCE2

 

العالمية والشمولية:

يعتمد PRINCE2 على هذه المبادئ لسبب بسيط جدا. فكونه مبني على المبادئ، فإن ذلك يعني أن إطار العمل يمكن تطبيقه على أي شكل أو حجم أو نوع من المشاريع. وبذلك، فإن هذه المبادئ يمكن تطبيقها عالميا، سواءً في مشاريع لشركات صغيرة محلية مقرها في لندن، أو وبشكل مساوٍ في مشاريع مساعدات دولية ضخمة  تمتد عبر العديد من الحدود بتكليف من الامم المتحدة. 

 

أفضل الممارسات:

ثبت بالممارسة، وعلى مدى سنوات عديدة، بأن هذه المبادئ هي أكثر الطرق فعالية في إدارة المشاريع، أي أنها تستند إلى أفضل الممارسات الحديثة في إدارة المشاريع. هذا يعني أنه يمكن تطبيقها مباشرة على المشاريع، وفريق إدارة المشروع لا يحتاج إلى "إعادة اختراع العجلة" بتشكيل طريقتهم الخاصة لإدارة المشروع من الصفر.

 

تمنح التمكين:

كما أن هذه المبادئ هي تمنح التمكين (تقوي) لفريق إدارة المشروع، لانها يمكن ان تعطيهم ثقة إضافية والقدرة على صياغة وإدارة المشاريع

 

دعونا نلقي نظرة على كل من هذه المبادئ.

  

مبررات استمرارية العمل:

المبدأ الأول لـ PRINCE2  يؤكد على أنه يجب أن يكون هناك دائما حالة عمل (business case) قابلة للاستمرار تقود المشروع.

 

حالة العمل: 

تُستخدم في عملية التحضير للمشروع، يتم تحديثها خلال المشروع.

إذا كانت العوامل المسببة لحالة العمل تتغير بطريقة تدل على أن الفوائد المتوقعة لم تعد محتملة الحدوث، عندها يجب إيقاف المشروع قبل الاوان.

 

التغييرات الضارة بحالة العمل عادة ما يكون لها علاقة بالاقتصاد; على سبيل المثال، مؤخراً أدى الركود الاقتصادي العالمي عام 2008 إلى توقف العديد من مشاريع البناء الكبرى.

 

وينطبق هذا المبدأ أيضاً في حال كان المشروع إلزامي (مثل: المشاريع التي يجب إنجازها تحقيق الامتثال لقوانين وتشريعات جديدة)- ستطلب المنظمة (المؤسسة) تبريراً للمشروع المطلوب تنفيذه، إذ قد تكون هناك عدة خيارات متوفرة ممكن أن تؤدي إلى تكاليف وفوائد ومخاطر مختلفة. 

 

تعد حالة العمل المبرر لتشغيل المشروع، وتتضمن الأسباب التي أدت للحاجة لتنفيذ ذلك المشروع، والفوائد المتوقعة منه والتي يجب أن تكون موثقة بمعايير قابلة للقياس. في PRINCE2، تخضع الفوائد المتوقعة من المشروع للهوامش التجاوز المسموحة؛ ولكن إذا ما انحرفت خارج نطاق تلك الهوامش، فإن حالة الأعمال ستصبح غير قابلة للاستمرار.

 

على سبيل المثال، إذا كلف المشروع بهدف تحقيق الربح, فينبغي أن يقوم التكليف بتحديد مستويات الربح التي تحدد صلاحية حالة العمل. ففي حال انخفاض الربح المتوقع عن تلك المستويات كنتيجة للتغيرات في الظروف، عندها ينبغي أن يتوقف المشروع.

 

وفقا لمنهجية PRINCE2، يجب أن تكون أعمال المشروع موزعة على مراحل، لتسهيل الإدارة. يتم تحديث حالة العمل من قبل مدير المشروع في نهاية المرحلة وتعرض مجموعة الوثائق المحدثة على مجلس إدارة المشروع عند تقييمهم للمشروع في نهاية المرحلة (حدود المرحلة). 

 

في نهاية المرحلة (حدود المرحلة) سيقرر مجلس إدارة المشروع فيما اذا كانت حالة العمل لا تزال صالحة، قبل يجيز خطة المرحلة المقبلة. إذا اثارت قابلية حالة العمل للاستمرار القلق خلال مرحلة ما من المشروع، فإن من الممكن أن يثار هذا المموضوع ويعرض على المجلس في أقرب وقت ممكن وقبل نهاية مرحلة التقييم.

 في حالة إيقاف المشروع قبل أوانه، يجب على المنظمة (المؤسسة) ان تتأكد من الاستفادة من الدروس المستخرجة من الفشل. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي بذل أقصى جهد لاستخلاص أقصى استفادة من أي مخرجات ونتائج حققها المشروع.

 

التعلم من التجربة:

 إننا كبشر نميل لتكرار أخطاءنا. يعالج PRINCE2 هذه الإشكالية من خلال الالتزام بإعداد تقارير عن الدروس التي نتعلمها من المشاريع. وهذا أمر غاية في الأهمية، لذلك تم اعتماده كأحد المبادئ ضمن إطار العمل هذا.

 

خلال المشروع يجب أن يظل مدير المشروع مستعداً لتوثيق الدروس التي يمكن استخلاصها أثناء تنفيذ المشروع. ويمكن تحديد هذه الدروس من خلال العديد من التقارير الصادرة عن فريق إدارة المشروع.

 

إن تحديد وتوثيق ونشر الدروس المستفادة هو مسؤولية مدير المشروع، عبر تقارير دروس مقدمة إلى مجلس إدارة المشروع. يقوم أعضاء المجلس بتوزيع تقارير الدروس إلى الاطراف المعنية في مختلف مشاريع المنظمة.

 

20:20 إدراك الأخطاء والتعلم منها= الدروس المستفادة:

بغض النظر عن الدروس المستفادة المحددة خلال المشروع الحالي فإن PRINCE2  يؤكد أيضاً على أهمية الدروس المستفادة من المشاريع السابقة. فحسب PRINCE2، فإن أول نشاط يقوم به مدير المشروع خلال عملية التحضير للمشروع هو إنشاء سجل للدروس المستفادة، وذلك من أجل توثيق الدروس المستفادة السابقة.

ولاحقاً يمكن إعداد تقارير الدروس لدى نهاية كل مرحلة من مراحل المشروع، وتمثل هذه التقارير أحد النواتج المطلوبة من عملية إغلاق المشروع.

 

عند تقييم فيما اذا كان نهج المنظمة في إدارة المشاريع متوافق مع PRINCE2، فقد يتطلب المدققون أدلة عن "الدروس المستفادة بالفعل"، أي: إثبات على أن هناك خطوات قد تم اتخاذها لتجنب تكرار الاخطاء السابقة.

 

أحد المصادر المحتملة عن الأدلة هو تعديل (تكييف) عملية مراقبة الجودة وذلك في حال تم تعديل الاستراتيجية الأصلية إن وجدت غير كافية.

 

على سبيل المثال، لنفترض أن استراتيجية إدارة الجودة في مشروع لتطوير برامجيات (software) دعت لـ "اختبار قبول المستخدم" ولكن وجد أن بعض الأفراد المعينين الذين تم استخدامهم في المشروع من أجل هذا الاختبار يفتقرون إلى الخبرة اللازمة. عند إجراء الاختبارات اللاحقة، يمكن توظيف أفراد أكثر خبرة وذلك استجابة للدروس المستفادة حول توظيف افراد غير مؤهلين بالشكل الكافي.

 

20:20 الاستبصار بعد النظر = أفضل الممارسات

إن تعيين أفراد من ذوي الاختصاص والخبرة في مجال المشروع الذي نريد المضي به، أو الحصول على وثائق لمشروع سابق مشابه، يمكن أن يعتبر وسيلة فعالة لتجنب الأخطاء التي حصلت سابقاً. 

فمثلاً تم توظيف عدد من مدراء المشاريع من ذوي الخبرة والذين شاركوا في إدارة مشاريع دورة الالعاب الاولمبية التي أقيمت في سيدني بأستراليا، للعمل ضمن فريق إدارة مشاريع دورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012، ما أدى الى الاستفادة من الدروس التي تعلموها من تجربتهم السابقة في سيدني. 

 

إن مكتب إدارة المشاريع في المؤسسة (PMO) يجب أن يتولى إنشاء "مستودع" لتقارير الدروس، وأن يضمن أن تكون هذه الدروس متاحة للمشاريع المستقبلية. إن التعلم من التجربة أمر بالغ الأهمية في برنس2 كمنهجية لأفضل الممارسات في إدارة المشاريع.

 

الأدوار والمسؤوليات المحددة بوضوح:

يركز مبدأ PRINCE2 "الأدوار والمسؤوليات المحددة" على أن كل شخص عامل في مشروع ما، ينبغي أن يكون على علم بالمساهمة المحددة التي من المتوقع أن يقدمها للمشروع.

 

إذا كان الجميع يدركون المطلوب منهم فإن فرص تأمين نجاح المشروع تتحسن بشكل كبير. إن أي التباس بشأن ما ينبغي القيام به، من يجب أن يقوم بالعمل، ومتى يجب القيام به، ذلك الالتباس يحتمل أن يكون ضاراً على تقدم المشروع.

 

على سبيل المثال، إن عدم وجود قيادة واضحة، سبب شائع لفشل المشروع. إن وجود أدوار ومسؤوليات محددة يمكن أن تقلل من مخاطر فشل المشروع بسبب عدم كفاية القيادة.

 

مستويات الإدارة:

يتطلب المبدأ تسلسلاً إدارياً هرمياً- من مجلس إدارة المشروع في الأعلى، إلى مدير المشروع أدناه، ثم يليه مدير الفريق. التسلسل الهرمي يضمن أن المشروع يدار باستخدام ثلاثة مستويات ادارة محددة بوضوح.

 

مجلس إدارة المشروع:

في مشرع PRINCE2، يتكون المجلس من ثلاثة أدوار: المدير التنفيذي، كبار المستخدمين، وكبار الموردين. شخص واحد فقط يقوم بدور المدير التنفيذي، ولكن الأدوار الأخرى يمكن أن تتكون من عدد من الأفراد. إذا لم يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على مسألة معينة، فإن المدير التنفيذي يقوم باتخاذ القرار.

 

بالنسبة للمشاريع الصغيرة، فإن مجلس إدارة المشروع قد يتكون من المدير التنفيذي فقط، وهو سيقوم بكامل مهام المجلس. إذا كان المشروع كبير، فإن مجلس إدارة المشرع قد يكون معقداً، ويتألف من ممثلين متعددي الوظائف عن عدة عناصر من المؤسسات المشاركة في المشروع. في PRINCE2، مجلس إدارة المشروع هو جزء من فريق المشروع، الذي يضم أيضاً مدير المشروع، داعمو المشروع ومدراء الفرق.

 

الأطراف المعنية:

يحدد PRINCE2  ثلاثة اهتمامات للأطراف المعنية بالمشروع: العمل، المستخدمين والموردين ومجلس إدارة المشروع مصمم بحيث يقوم بتمثيلها كلها.

 

إن الأفراد الذين يمثلون مصالح الأعمال (يشار إليهم في بعض الأحيان بالشركاء) يمولون المشروع، يؤيدون أهدافه، ويأملون ضمان أن الاستثمار يرجع قيمة من المال.

 

إن الأفراد من المؤسسة الذين يمثلون مصالح المستخدمين يشار إليهم ممثلين عن المستخدمين والذين، بعد اكتمال المشروع، سوف يستخدمون منتجات المشروع من أجل تمكين المنظمة من الحصول على الفوائد المرجوة.

 

إن المهتمين بالعمل والمهتمين بالاستخدام، يمثلان معاً، العميل (مع كون المدير التنفيذي هو مسؤول عن عنصر العمل).

 

الأفراد الذين يمثلون مصالح الموردين هم اولئك الذين يوفرون الموارد والخبرة المطلوبة للمشروع. قد يكون ذلك داخلياً أو خارجياً بالنسبة لمؤسسة العميل. إن الانماط الثلاثة من الأطراف المعنية يجب أن تكون ممثلة في المشروع لكي ينجح.

 

الإدارة بالمراحل:

حسب هذا المبدأ فإن كل مرحلة من المشروع يجب أن يتم التخطيط لها بشكل سليم، ويجب رصدها ومراقبتها. إن مشروع PRINCE2 يتطلب مرحلتين بالحد الأدنى- الأولى التي تسمى مرحلة البدء (والتي يتم خلالها التخطيط للمشروع)، ثم مرحلة واحدة على الأقل تشمل تسليم منتجات المشروع المتخصصة.

 

إن الحاجة إلى مرحلة تأسيسية (مرحلة البدء) تضمن أن المشروع لن يبدأ قبل اكمال إعداد التوقعات المفصلة عن التكاليف والجدول الزمني. إذا تجاهل المشروع هذه المرحلة، فأن هناك مخاطر تتعلق بأن التكلفة النهائية ستكون  اكثر وبشكل كبير مما كان متوقعا أصلا.

 

في نهاية مرحلة البدء يقوم مجلس إدارة المشروع بتقييم صلاحية المشروع وذلك بدراسة الوثائق التأسيسة للمشروع (PID). ووفقا لهذا المبدأ، فأن المشروع الذي يعطى الايعاز بالبدء سيتم تقييمه مرة أخرى من قبل  المجلس وذلك على فترات منتظمة (تعرف بنقاط تحكم الإدارة) خلال دورة حياة المشروع. بعد كل تقييم، فإن المجلس يقرر إن كان المشروع سيستمر كما هو مخطط، أم أنه سيتم تعديله، أو سيتم إيقافه مبكراً إذا وجد أنه لم يعد مجدياً.

 

التخطيط الأفقي:

القاعدة العامة، ينبغي لكل خطة أن توضع، فقط، على مستوى معين من التفاصيل بحيث تكون قابلة للإدارة والتنبؤ (وهذا ما يسمى التخطيط الأفقي). ويوصي PRINCE2 بثلاثة مستويات من الخطط- خطة المشروع، خطط المراحل، وخطط الفريق الاختيارية؛ ويتناسب كل منها مع مستوى الإدارة المحدد الذي سيستخدم تلك الخطط.

 

يستخدم مجلس إدارة المشروع النسخة المعدلة من خطة المشروع كوثيقة عمل له خلال تنفيذ المشروع. أما مدير المشروع، وهو المسؤول عن الادارة اليومية للمشروع، فيستخدم خطة المرحلة الحالية. ويعد مدير فريق (مدراء الفرق) خطط الفريق على مستوى مناسب من التفصيل.

 

استمر/ توقف:

إن كل مرحلة إدارة في PRINCE2  هي بمثابة نقطة قرار (لاستمرار/ أو عدم استمرار) بالنسبة لمجلس إدارة المشروع. حيث أنه يقرر فيما إذا كان هذا المشروع لا يزال قابلاً للاستمرار، وإذا كان الامر كذلك، يمكن أن يلتزم بالمرحلة التالية بالموافقة على خطة عمل المرحلة المقبلة.

 

إذا كان القرار هو (استمر) فإن ذلك يعطي الاذن فعلياً لمدير المشروع بأن ينفق المال الذي خوله له المجلس من أجل المرحلة القادمة وبالتالي تقل مخاطر اتخاذ القرارات الاستثمارية مقارنة مع اتخاذ قرارات كبيرة في بداية المشروع.

 

إذا كان القرار هو (لا تستمر) فإن المشروع فعلياً لم يعد قابلاً للاستمرار، وبالتالي سيتم إغلاقه مبكراً.

 

وبالتالي فإن حدود المرحلة تمكن مجلس إدارة المشروع من التحكم بالمشروع على مراحل كل مرحلة على حدة، بينما يخول مدير المشروع بالإدارة اليومية.

 

الإدارة بالاستثناء:

في مشروع PRINCE2، تؤسس هوامش التجاوز المسوحة لكلٍ من أهداف المشروع. كما تحدد حدود السلطة المفوضة، بحيث يكون واضحاً من يجب أن يتخذ القرار بشأن اتخاذ إجراءات تصحيحية إذا تم تجاوز هوامش التجاوز المسوحة. يجب أن تُنجز الأنشطة المرتبطة بالتوجيه والإدارة وتسليم المشروع ضمن مستويات متفق عليها من هوامش التجاوز المسموحة.

 

في مشروع PRINCE2، فإن التقارير الدورية للأحداث الرئيسية تبقي مجلس إدارة المشروع على إطلاع بالتقدم المنجز في العمل. وهذا ما يعطي لأعضاء المجلس الحرية في تنفيذ أنشطتهم الخاصة التي تتعدى تلك المطلوبة لإدارة المشروع. فقط في حال التوقع بأن مستوى هوامش التجاوز المسموحة قد يتم تجاوزه (وهذا ما يعرف بالـ "استثناء" في PRINCE2 ), فإن المجلس يكون بحاجة إلى معالجة هذه الموضوع من خلال تقييم تقرير الاستثناء.

 

هوامش التجاوز المسموحة: 

هناك 6 أهداف أدائية لهوامش التجاوز المسموحة في مشروع PRINCE2 وهي: الوقت، التكلفة، النوعية، النطاق، الفوائد والمخاطر. يتم الانفاق على هوامش التجاوز المسموحة المقبولة في كل من هذه العناصر على مستوى المشروع من قبل أعضاء من إدارة المؤسسة عندما يبدأ التكليف بالمشروع. كذلك فإن التغييرات في مستويات هوامش التجاوز المسموحة للمشاريع يمكن فقط ان تتم على مستوى المؤسسة. 

 

وعند ظهور "استثناء" على مستوى هوامش التجاوز المسموحة المشروع، يجب على مجلس إدارة المشروع تصعيد المشكلة إلى مستوى الشركاء (المؤسسة) لاتخاذ القرار.

 

يتم احتساب هوامش التجاوز المسموحة للمرحلة من قبل مدير المشروع عند التخطيط لكل مرحلة. ومن ثم يتم الموافقة عليها من قبل مجلس إدارة المشروع وذلك عندما يوافق على خطة المرحلة. وبشكل مماثل، فإنه يتم وضع هوامش التجاوز المسموحة لحزمة العمل (work package) من قبل مدير المشروع عند تفويض فريق التخطيط.

 

في حال قام مدير الفريق برفع موضوع، يشير إلى الخروج عن هوامش التجاوز المسموحة لحزمة العمل، فإن مدير المشروع يجب أن يُقَّيم هذا الموضوع ويتخذ الاجراءات التصحيحية، إلا في حال كانت هوامش التجاوز المسموحة للمرحلة ستتأثر. فإذا كان ذلك الموضوع سيؤثر على هوامش التجاوز المسموحة للمرحلة، فإن على مدير المشروع أن يعد تقرير استثناء، ويرفع الأمر إلى المجلس.

 

فوائد "الإدارة بالاستثناء":

إن العمل بهذه الطريقة، فإن مجلس إدارة المشروع "يقوم بالإدارة بالاستثناء" أي أنه يتدخل فقط عند الحاجة إلى قرارات أساسية (عندما تتجاوز مشكلة ما هوامش التجاوز المسموحة المتفق عليها)، وبالتالي فهذا استخدام  فعال جداً لوقت الإدارة العليا.

 

التركيز على المنتجات:

يؤكد PRINCE2 على أهمية تسليم المنتجات التي تلبي معايير الجودة المتفق عليها، وبالتالي مبدأ "التركيز على المنتجات".

 

عند تسليم المنتجات بنجاح، فإن ذلك يؤدي إلى تحقيق فوائد المشروع، ولذا فإنه من المهم أن يتم التخطيط لها وتنفيذها بفعالية. إذا كنا نريد أن نحقق توقعات الأطراف المعنية  وفقا لمبررات العمل فيجب على جميع المشاركين في المشروع يجب أن يتفقوا على طبيعة منتجاته ويتفهموها بشكل كامل. وإلا فإن الهدف من هذا المشروع سوف يكون عرضة للتفاسير المفتوحة- ومن المحتمل أن يحدث الكثير من الالتباس، بشكل يعوق تقدم العمل في المشروع.

 

التخطیط بناء على المُنْتَج:

في حين أن بعض أساليب إدارة المشاريع تركز على أنشطة التخطيط، فإن التخطيط في PRINCE2  يبدأ مع تحديد المنتجات. التخطيط على أساس المنتجات هو أحد الجوانب الهامة في نهج PRINCE2 لإدارة المشاريع؛ وعلى وجه الخصوص، فإنه يساعد فريق المشروع إلى الحد من خطر تغير النطاق، فضلا عن جعله لاحتمال حدوث مواضيع مثل: قبول النزاعات وعدم رضى المستعملين، أقل حدوثاً وأقل ضررا.

 

وصف المنتج: 

كجزء من نهج PRINCE2 القائم على التخطیط بناء على المُنْتَج، فإنه يتم تطوير وصف المنتجات ويتم الاتفاق عليها، وهذا ما يصف بفعالية ما المطلوب تسليمه من قبل المشروع. وهو ما يساعد على ضمان أن كل من يشارك في هذا المشروع يدرك كلاً من هدف المنتج، تكوينه، معايير الجودة، وما إلى ذلك. كما يُمّكن فريق المشروع من تقدير كمية العمل التي ستبذل لإيصال كل منتج على مرحلة أكتماله، ما هي الموارد المطلوبة، ما هي الانشطة التي يجب إنجازها، وما إلى ذلك. وتحدد المنتجات المتفق عليها نطاق المشروع، فضلا عن توفير أساس التخطيط ومراقبة الانشطة.

 

التكييف ليناسب بيئة المشروع

إن المبدأ الأخير "التكييف ليناسب بيئة المشروع" يسلط الضوء على الميزة الأساسية لاستخدام PRINCE2  وهي التكيف.

 

الفعل "تكييف" يشير إلى الاستخدام المناسب لـ PRINCE2  بحيث يتناسب مع احتياجات مشروع معين. إن PRINCE2 يسلم بأن باختلاف المشاريع عن بعضها من حيث السياق الثقافي والموقع الجغرافي ومستوى التعقيد. والتكييف ليناسب بيئة المشروع يتيح لك تكييف منهجية PRINCE2 لتلائم احتياجات مشروعك- مع الحفاظ على امتثال PRINCE2 لنهج إدارة المشاريع.

 

على سبيل المثال، فإن أحد عناصر PRINCE2 والذي يتم تكييفه بشكل روتيني هو جدول اجتماعات مجلس إدارة المشروع. اجتماعات كتلك، ليست شرطاً لمنهجية PRINCE2، وتعتبر التقارير المنتظمة للأحداث الريسيسة كافية. لكن، وفي العديد من المؤسسات، فإن الاجتماعات المنتظمة هي جزء من ثقافتها. ويمكن استيعابها في PRINCE2 بفضل مبدأ التكييف هذا.

 

إذا كانت مؤسستك تقوم بتكييف (تعيدل) تصميم PRINCE2، فينبغي توثيق التغييرات التي أدخلت على الطريقة ويجب وصف ذلك في وثائق بدء المشروع (PID). وبهذه الطريقة، يمكن أن يتم تدقيق هذه التغييرات، ويمكن تقديم أدلة على الامتثال لـ PRINCE2 ولمعايير المؤسسات.

 

التكييف مع المحافظة على الامتثال: 

في حال أردت تكييف PRINCE2، يجب أن تأخذ بالاعتبار أنه لا يمكن تجاهل او إزالة أي جزء من هذه المنهجية. حتى في المشاريع الصغيرة، ستحتاج إلى معالجة المخاطر، النوعية، وإدارة التهيئة. في حال كان التغيير على المنهجية كبيراً فمن المحتمل أن تتعرض لخطر حدوث مشروع "PINO" (ويعني: مشروع  PRINCE2 بالاسم فقط).

 

يمكن للمنظمات (المؤسسات) أن تعالج مشكلة "PINO" بالرجوع إلى نموذج نضج PRINCE2 (PRINCE2 Maturity Model). يمكن للمنظمات (المؤسسات) استخدام هذا النموذج لإنشاء مستوى من الامتثال مع PRINCE2.

 

إن الهدف من مبدأ التكييف هو تعديل طرق PRINCE2  بحيث تتلاءم مع احتياجات بيئة مشروعك، وذلك من أجل تجنب خلق طريقة إدارة "النموذج المساق" والتي يتم فيها أداء كل شيء دون أي تساؤل. يجب أن نتذكر أن PRINCE2 يركز على المعلومات والقرارات، وليس فقط على الوثائق والاجتماعات.

 

الخلاصة:

نأمل بأن تكون قد تعلمت شيئا عن مبادئ PRINCE2 بعد قراءة هذا الكتاب الإلكتروني. وبصفتنا فريق تدريب معتمد على PRINCE2، فإننا غالباً ما نسمع طلبتنا يشيرون إلى أن مديرهم بأنه يدير مشاريعه حسب PRINCE2. لكن بعد التعمق قليلاً، يتضح أن هذه المنظمات لا تقوم بإدارة المشاريع وفقاً PRINCE2.

 

هناك اختبار بسيط واحد فقط لاختبار ما إذا كان المشروع مشروع PRINCE2، ولا علاقة له بعدد الوثائق المكتوبة من قبل فريق إدارة المشروع. وكذلك لا يتعلق بمدى اتباع التوجيهات الواردة في دليل PRINCE2. الاختبار هو ببساطة هل يقوم المشروع بتطبيق المبادئ السبعة لـ PRINCE2.

 

وبهذه الطريقة، فإن PRINCE2 ليس نصاً جامداً وقديماً مكتوباً على ألواح حجرية غير قابلة للتحدي والتحديث. على العكس، إنه مجموعة من أفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على أي مشروع مهما كانت مقاييسه، نوعه أو مستوى تعقيده.

 

ومن خلال تطبيق هذه المبادئ في مشروعك فإنك ستحصل على الفائدة العظمى من أكثر أطر إدارة المشاريع  شعبية في العالم.

 

وأخيراً نأمل إن وجدت هذه المقالة* مفيدة فلا تتردد في ارسالها لأصدقائك وللمهتمين. وإذا كنت تريد معرفة أي مستوى من دورات PRINCE2 يناسبك أكثر، لا تتردد بالاتصال والتحدث مع احد مستشاري التدريب لدينا على الرقم 00442071485985 أو الرقم 0097142535062 أو التواصل معنا على البريد الالكتروني

 

*ألف هذا الكتاب سايمون بورينغ وترجمه ياسين عباس

 

 

PRINCE2 في 600 كلمة
محاور PRINCE2